في الفترة الأخيرة من دعدغة مشاعر الشارع العربي ، هذا أمر لا شك فيه ، فتركيا أردوغان تمكنت من فهم طبيعة المواطن العربي العادي و عرفت كيف تخاطبه ، وما قاله و فعله أردوغان مؤخرا أضاف كثيرا لرصيد تركيا في الشارع العربي ، بدايةمن ردة فعل أردوغان تجاه رئيس الكيان الصهيوني الغاشم في المنتدي الاقتصادي الدولي في دافوس و مرورا بأحداث سفينة مرمرة ، و ليس نهاية بجولته في الدول العربية الأخيرة التي رحبيت فيها الشعوب العربية بزيارته كثيرا . و تمكن في هذه الجولة من عقد شراكات إقتصادية و سياسية ممتازة لتركيا .و لكن هل فكر أردوعان في مخاطبة المثقف العربي سواء كان صاحب توجه إسلامي أو علماني أو ليبرالي أو اشتراكي . إن الميقفين العرب مازلوا غير مقتنعين - من وجهة نظري المتواضعة - بسلوك تركيا أردوغان ، مازالوا يتشككون في نوايا تركيا أردوغان ، فتلك البروبجندا التي يصنعها أردوغان من وقت لآخر تجاه أمريكا أو الكيان الصهيوني الغاشم مازال المثقف العربي غير مقتنع بأن تركيا أردوغان تقوم بذلك دون ممارسات أخري من تحت الطاولة ، و نشر بعض المثقفين العرب تخوفاتهم من تركيا أردوغان في وسائل الإعلام المختلفة . مما كان له أثرسلبي إلي حد ما على تركيا أردوغان .
و أتساءل: كيف تخاطب تركيا أردوغان المثقف العربي ؟ ، ما هي الوسيلة التي تستخدمها تركيا أردوغان في دغدغة مشاعر المثقف العربي ؟ ، و هل المثقف عامة و المثقف العربي خاصة يكون الخطاب الموجه له يدغدغ مشاعره فحسب أم أن الذي يريد أن يخاطب المثقف من الضروري أن يضع في حساباته عقلية هذا المثقف ، أعني توجهاته الأيديولوجية . كذلك ما الآليات التي تستخدمها تركيا أردوعان في اقناع هذا المثقف في أنها تضع في حساباتها مصالح العرب ؟ .
أعتقد أن التعامل مع المثقف العربي يحتاج من تركيا أردوغان إلي مزيد من الجهد الفكري في التعامل معه . أعتقد أن تركيا أردوغان تحتاج في الوقت الراهن إلي القيام بعملية استعراب دقيقة تدرس من خلالها الشعب العربي عامة و المثقف العربي خاصة عن قرب و على نحو علمي دقيق حتي لا تخسر تركيا أردوغان كل ما حققته من مكاسب سياسية و إقتصادية في العالم العربي . من الضروري أن تبحث تركيا أردوغان عن الآليات اللازمة لمخاطبة المثقف العربي لتقنعه بأنها لا تمرر شيئا من تحت الطاولة و خاصة في تعاملاتها مع الكيان الصهيوني الغاشم .
فيا تري هل تنجح تركيا أردوغان و تركيا ما بعد أردوغان في المحافظة على كل هذه
المكاسب القريبة و البعيدة في العالم العربي .
أ.د / حسن كامل إبرهيم
جامعة الملك سعود كلية التربية
التخصص فلسفة
مصري مقيم بالرياض
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف