الخميس، 13 سبتمبر 2012

الفوضي

الفوضي
تعني الفوضي :  الاضطراب ، و الاختلاط ، و التلفيق ، تعني الفوضي أن الشيء لا يكون له طول أو عرض أو ارتفاع أو عمق . و الفوضي بذلك نحن نشاهدها كل يوم ، و لكننا لا ندقق فيها . فالطفل عندما يمسك بقطعة الصلصال ، و هي بدون شكل يذكر اي و هي بلا طول أو عرض أو ارتفاع أو عمق ، نقول أن الصلصال في حالة فوضي ، أي أنه بدون شكل محدد نستطيع من خلاله أن نقول مثلا : هذا مسدس . و عندما يعمل الطفل يديه في قطعة الصلصال و يحولها إلي مسدس واضح المعالم لكل من يشاهده . عندئذ نقول : هذا مسدس . إذا الفوضي تحول الشيء من حالة اللاتحديد إلي حالة التحديد . و عندما يقوم الطفل بنشر الفوضي في المسدس الذي بين يديه و يحويله إلي كرة ، نقول حول المحدد إلي محدد جديد . 
و الفوضي فكرة فلسفية قديمة تناولها نفر من الفلاسفة القدامي منذ العهد اليوناني أقصد فلاسفة اليونان الذين ناقشوا قضية الفوضي و خاصة الفوضي الخلاقة ، تلك الفوضي التي يظهر منها شيئا جديدا . أقصد أن الاضطراب أو الفوضي يظهر منها إلي حيز الوجود موجودا جديدا لم يكن موجودا من ذي قبل . هذا ما يحدث بواسطة الفوضي . 
و لعلنا نتساءل عن محرك الفوضي ؟ . من الذي يحرك اللاشيء من حالة الفوضي إلي حالة الشيء فيكون محدودا و موجودا على غرار كل الأشياء . طرح فلاسفة اليونانيون هذا الموضوع للبحث و النقاش و من قبلهم شعراء اليونان ، و انتهوا إلي أن الفوضي كما أنها تحدث في حياة الأفراد فهي كذلك تحث في الكون الفسيح . و تحدث الفوضي بواسطة الألهة لأن اليونانيون كانوا يزعمون أن الآلهة تسيطر على هذا الوجود . فكان يروج عند شعراء اليونانييين و كذلك الفلاسفة مقولة مؤداها " العالم مملوء بالآلهة " فلكل شيء في الوجود إله مسؤل عن إيجاده إلي حيز الوجود . و لقد عبر فلاسفة اليونانوين عن هذا الوجود بأكثر من طريقة ، فكل فيلسوف يشير إلي أن الفوضي في الوجود تكون بواسطة مايتفق مع مذهبه الفلسفي ، و توضيح ذلك يحتاج إلي موضع آخر نبين ذلك فيه .
إذا الفوضي أو الاضطراب أو الخاؤوس كما يسميها اليونانيون مسألة تحتاج منا بحث عميق ، و يرجع ذلك إلي أن أهل الغرب الان أو كما يدعوهم بعضنا الفرنجة عادوا إلي تراثهم مرة أخرى ، يستخدمون الآن نظرية الفوضي على أرض الواقع . أريد أن أقول أن الفرنجة الآن راحوا يفتشون في تراثهم القديم ، ووجدوا أن نظرية الفوضي الفلسفية من الممكن أن تحقق لهم بعض أطماعهم الاستعمارية من فرض سيطرة استعمارية جديدة على العرب و المسلمين . 
نعم ما نلاحظه الآن من أحداث هنا و هناك في أقليم الشرق الأوسط يرجع إلي استخدام الفرنجة لنظرية الفوضي الفلسفية ، و تحويلها لنظرية سياسية أو قل أنهم يعيشون كما نعلم جميعا طبقا لمذاهبهم الفلسفية التي زعموها عندما أعلنوا أنه لا يوجد إله لهذا العالم ، و من نظرياتهم الفلسفة ( في تراثهم القديم ) نظرية الفوضي الفلسفية . 
إن صناعة الفوضي التي نراها هنا و هناك صناعة افرنجية أو غربية لها أدوتها و آلياتها و مظاهرها و أهدافها الاستعمارية التي تقوم على السلب و النهب و الاستعمار للآخر ، و اقصد بالاخر هنا العالمين العربي و الإسلامي و مع الأسف الشديد يوجد من بني جلدتنا مع يساعدهم في ذلك ، و هم ذيول الاستشراق المتعصب الذي يحمل في صدره الاحقاد الصهيونية على العرب و المسلمين أينما وجدوا . الذي يريد أن يفتت العرب و المسلمين متبعين في ذلك شعارهم المعهود " فرق تسد "
الفوضي !! قضية فلسفية لها آثارها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و لها أهدافها و أطماعها الاستعمارية ، يجب أن ندرسها و بعمق شديد . و هذا يعتبر من مظاهر علم الاستغراب . أعني دراسة الانتاج الأيديولوجي الغربي ، و مع الأسف الشديد في الوقت الذي يمارسة فيه الغرب الاستشراق على قدم و ساق فإنه نادرا ما نجد من العرب و المسلمين المخلصين لعقيدتهم و عروبتهم و أوطانهم من يمارسون الاستغراب . 

هناك تعليق واحد:

  1. هل هناك آليه للسيطرة على الفوضى او تحويل مسارها من فوضى عارمه الى فوضى خلاقه

    ردحذف