الخميس، 28 فبراير 2013

حياكم الله

الصراع في مصر

علي أرض مصر تري ما لا تراه في كل الدنيا صراعات متنوعة ومتعددة ، تري سوقا أيديولوجية تعج بمختلف التيارات الفكرية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار ، من شيوعية وعلمانية . وتوجهات إسلامية متنوعة ومتعددة .

عجيبة هي مصر ، بوتقة تنصهر فيها كل التيارات والأفكار دون أن تذوب هي في كل هذه التيارات ، كل هذه التيارات الأيديولوجية تذوب في الشخصية المصرية وتتلون بألوانها ... حقا إنها أم الدنيا كما يقول عنها الآخرون ، كل الآخرون .

 الصراع على أرض مصر وخاصة الصراع الأيديولوجي ، يطرح كثيرا من الأسئلة : ما هو الصراع وما هي طبيعته ؟ ، من هم الفاعلون في هذا الصراع ؟ ، من هم الذين يريدون هذا الصراع ؟ . ما هي نتائج هذا الصراع وأهدافه العلنية والخفية . والأهم من كل ذلك أين المصريون أنفسهم من هذا الصراع ؟ . المصريون : المثقفون وغير المثقفين ؟ .

بداية ما هو الصراع ؟ . الصراع فكرة فلسفية تبدو واضحة بجلاء في قصدتي الشاعر اليوناني "هوميروس" فالقصيدين تدوران حول فكرة الصراع بين الآلهة و الإنسان ، الذي يحاول باستمرار أن ينتصر على بعض الآلهة بمعاونة آلهة أخري . ولقد وجد الفيلسوف اليوناني هيراقليطس أن الصراع أصل هذا الوجود . فالعالم ملاء بالأضداد التي تتصارع مع بعضها البعض . ويري نفر من الباحثين والدارسين في مجال الفلسفة أن هيراقليطيس استوحي فكرته عن الصراع من قصائد أو أساطير هوميروس . ولكن في المقابل يوجد نفر آخر من الباحثين في مجال الفلسفة يري أن هيرقليطس لم يستفد ذلك من هوميروس بل استفاده من قدماء المصريين . فمن الثابت تاريخيا أن هيراقليطس سافر إلي مصر وتتلمذ على أيدي قدماء المصريين ... و من المتعارف عليه أيضا أنه أعلن مبدأه المشهور : أن العالم في حال تغير باستمرار عندما شاهد دلتا نهر النيل العظيم ... فقال مقولته المشهوره ( الإنسان لا ينزل النهر الواحد مرتين لأن مياه النهر تتدفق باستمرار ) ...

إن الصراع والتغير وجهين لعملة واحدة ، ويبدو ذلك بجلاء في كتاب هنتجتون ( صراع الحضارات ) الذي بشرنا في العام 1989 م بصراع الحضارات ، وما سيستتبعه من تغيرات عظيمة في العالم و خاصة في أقليم الشرق الأوسط ... والآن تعج مصر بالصراع والتغير ، صراع جديد لم نشهده من ذي قبل ... إنها حرب العقول ... هذه الحرب التي لا يوجد فيها مجال للدبابات والطائرات و المدافع . بل المجال للعقول ... لن تطلق بندقية من الغرب رصاصة واحدة علي الشرق بل سيطلقون حربا أسموها (حرب الجيل الرابع) منذ بداية القرن العشرين ... و أعتقد أن هذه الحرب الجديدة لم نجهز أنفسنا لها بعد مع الأسف الشديد ...

فهل من مستمع أو مجيب ؟ !

حياكم الله






 

 

 

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق