فى سبيل تأسيس علم الاستغراب
علم الاستغراب فى مجابهة علم الاستشراق
لما كان علم الاستغراب يعني بدراسة العربي
والمسلم لأهل الغرب ، فعلم الاستغراب من هذا المنطلق مضاد لعلم الاستشراق فى
الاتجاه الذى يعني دراسة الغربي للعرب والمسلمين ، فمن وجهة نظري هما طريقان
متوازيان حكم عليهما أهل الغرب بألا يلتقيا حتى فى المالا نهاية ، أما نحن العرب
والمسلمين فقد علمنا الإسلام أن الناس جميعا خلقوا شعوبا وقبائلا ليتعارفوا ، وأن
يتعاونوا على البر والتقوي والعمل الصالح بما يحق الخير لكل بني البشر ، ولكن هذا
هو خيار الغربي الذى لا يريد لعلمي الاستشراق وعلم الاستغراب أن يلتقيا ، بل أن
الغربي لا يريد أن يتأسس علم الاستغراب من البداية . فالغربي يري أن علم الاستغراب
بمثابة حرب أيديولوجية استراتيجية من قبل العرب والمسلمين عليه ، نعم هو ينظر لعلم
الاستغراب هكذا ، فعلم الاستغراب حرب معلنة من قبل العرب والمسلمين على الغرب على
نحو ما يقيم أهل الغرب مجرد محاولة تدشين علم الاستغراب . هكذا مجرد فكرة تأسيس
علم الاستغراب ، يراها الغربي بمثابة اعلان حرب عليه من قبلنا .
على العكس لم ينظر العربي والمسلم لعلم
الاستشراق على أنه حرب أيديلولوجية استراتيجة معلنة من قبل الغربي ، بل أن العربي
والمسلم ميز فى عمل المستشرقين بين من هو متعصب ومن هو منصف ، بل أكثر من ذلك اعترف
العربي والمسلم بفضل بعض المستشرقين على العرب والمسلمين ، وهذا من قبيل الموضوعية
والنزاهة العلمية فى مقابل الغربي الذى ينظر إلى مجرد فكرة تأسيس علم الاستغراب
أنها حرب علنية من قبل العرب والمسلمين عليه . بل أن مجرد أن تكتب عن علم
الاستغراب ، فهذا أمر مرفوض من قبل الغربي ، ومما زاد الطين بلة ما قام به
الاستشراق الغربي من دور كبير مؤخرا فى التأسيس لما يسمي بـ " الربيع
العربي" .
فما يسمي بـ " الربيع العربي "
يقف وراءه حركة استشراقية أيديولوجية استراتيجية تعلن عن قسم من عملها وتخفي القسم
الأكبر منه ، وما خفي بكل تأكيد أعظم مما هو معلن ، فالمستشرق الصهيوأمريكي
"برنارد لويس" كما يبدوا واضحا للعيان فى الانترنت وضع خريطة جديدة
للشرق الأوسط يظهر فيها تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ ، فيبدو فى خريطته 44 دولة
عربية وليس الدول العربية على نحو ما هي الآن على أرض الواقع ، " برنارد لويس
" يريد تغير الجغرافيا للمرة الثانية بعد المرة الأولي " سيكسبيكو "
. وهذا يبين لنا أن الاستشراق مازال وثيق الصلة بالاستعمار ، بل هما مازالا وجهين
لعملة واحدة . هذا ما هو ظاهر أمامنا من الوجه القبيح للاستشراق . والله تعالى وحده يعلم مدي قبح ما خفي من هذا
الاستشراق الصهيوأمريكي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق