السبت، 12 يناير 2019

     فى سبيل تأسيس علم الاستغراب                               
  
علم الاستغراب فى مجابهة علم الاستشراق

     لما كان علم الاستغراب يعني بدراسة العربي والمسلم لأهل الغرب ، فعلم الاستغراب من هذا المنطلق مضاد لعلم الاستشراق فى الاتجاه الذى يعني دراسة الغربي للعرب والمسلمين ، فمن وجهة نظري هما طريقان متوازيان حكم عليهما أهل الغرب بألا يلتقيا حتى فى المالا نهاية ، أما نحن العرب والمسلمين فقد علمنا الإسلام أن الناس جميعا خلقوا شعوبا وقبائلا ليتعارفوا ، وأن يتعاونوا على البر والتقوي والعمل الصالح بما يحق الخير لكل بني البشر ، ولكن هذا هو خيار الغربي الذى لا يريد لعلمي الاستشراق وعلم الاستغراب أن يلتقيا ، بل أن الغربي لا يريد أن يتأسس علم الاستغراب من البداية . فالغربي يري أن علم الاستغراب بمثابة حرب أيديولوجية استراتيجية من قبل العرب والمسلمين عليه ، نعم هو ينظر لعلم الاستغراب هكذا ، فعلم الاستغراب حرب معلنة من قبل العرب والمسلمين على الغرب على نحو ما يقيم أهل الغرب مجرد محاولة تدشين علم الاستغراب . هكذا مجرد فكرة تأسيس علم الاستغراب ، يراها الغربي بمثابة اعلان حرب عليه من قبلنا .
     على العكس لم ينظر العربي والمسلم لعلم الاستشراق على أنه حرب أيديلولوجية استراتيجة معلنة من قبل الغربي ، بل أن العربي والمسلم ميز فى عمل المستشرقين بين من هو متعصب ومن هو منصف ، بل أكثر من ذلك اعترف العربي والمسلم بفضل بعض المستشرقين على العرب والمسلمين ، وهذا من قبيل الموضوعية والنزاهة العلمية فى مقابل الغربي الذى ينظر إلى مجرد فكرة تأسيس علم الاستغراب أنها حرب علنية من قبل العرب والمسلمين عليه . بل أن مجرد أن تكتب عن علم الاستغراب ، فهذا أمر مرفوض من قبل الغربي ، ومما زاد الطين بلة ما قام به الاستشراق الغربي من دور كبير مؤخرا فى التأسيس لما يسمي بـ " الربيع العربي" .
     فما يسمي بـ " الربيع العربي " يقف وراءه حركة استشراقية أيديولوجية استراتيجية تعلن عن قسم من عملها وتخفي القسم الأكبر منه ، وما خفي بكل تأكيد أعظم مما هو معلن ، فالمستشرق الصهيوأمريكي "برنارد لويس" كما يبدوا واضحا للعيان فى الانترنت وضع خريطة جديدة للشرق الأوسط يظهر فيها تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ ، فيبدو فى خريطته 44 دولة عربية وليس الدول العربية على نحو ما هي الآن على أرض الواقع ، " برنارد لويس " يريد تغير الجغرافيا للمرة الثانية بعد المرة الأولي " سيكسبيكو " . وهذا يبين لنا أن الاستشراق مازال وثيق الصلة بالاستعمار ، بل هما مازالا وجهين لعملة واحدة . هذا ما هو ظاهر أمامنا من الوجه القبيح للاستشراق . والله  تعالى وحده يعلم مدي قبح ما خفي من هذا الاستشراق الصهيوأمريكي .
    




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق